22‏/01‏/2014

دولة الرعب



تكلمنا عن اسلوب تنظيم البغدادي و بعض عوامل قوته سابقا و بعض ما يعتمد عليه بقوته على الارض 
و هناك عامل مهم من عوامل هذه القوة الا و هو عامل الرعب و هو عامل مهم بالنسبة لتنظيم البغدادي يستخدمه بقوة لارهاب خصومه و حتى العوام الذين قد ينتقدوه
اي انه يتعامل معهم بطريقة استبدادية واضحة  و ان كانوا يسعون في مؤتمرات دعوية و غيرها للاقناع و لكن ما يغلب عليهم هو لغة التهديد غالبا 
و غالبا ما يحسون بنصر معنوي عندما يشعرون ان الاخرين يخافونهم اي ان الناس و المجتمع و الجماعات يحاولون ان يتعاملون معها بمدأ الرعب قبل مبدأ السياسة و محاولة الاقناع فمعظم تعاملهم و اقوالهم تهديد و وعيد و هذا لا يخفى على المتابعين لاقوال قادتهم او جنودهم او بياناتهم او معرفاتهم بالنت المجهولة او المعلومة 
و لذلك كان كثير من كلامهم السابق لهذا الاقتتال الذي حصل معهم تهديد بمصير صحوات العراق و تركيز على انه لا يستطيع احد ان يقترب منهم بسوء اي يدافع عن نفسه تجاه الاعتداءات الكثيرة لهم بحق معظم الفصائل خوفا من مفخخاتهم و لاصقاتهم و كواتمهم 
اي انه معظم ما يسعون اليه هو نشر اجواء من الرعب منهم سواء بين الفصائل الاخرى او بين المجتمعات كذلك و هذا ما يفسر كثرة الاعتداءات السابقة لهم مع تجنب الرد عليهم من قبل معظم الفصائل فأجواء الرعب كانت موجودة جزئيا على الاقل مع الورع و تقوى الله من معظم الفصائل خشية الوقوع بالدم الحرام
و هذا ما لاحظناه في خطاب العدناني الذي ركز فيه على الاشلاء و شرب الدماء 
لان هذا هو تفكيرهم الرئيسي الذي يظنون انهم به يستطيعون حكم الاخرين و هو بالرعب و الخوف و يتخيلون انهم بذلك فعلا يرعبون الاخرين فلا يجرؤ احد ان يقول لهم كفى ظلما 
و حتى خطاب البغدادي الذي قيل انه دعا به للصلح كان خطاب دولة الرعب 
فنتيجة خطابه و قد قالها ان مفخخاته سلبت النوم من الفصائل المختلفة معه و قد يكون من عوام الناس فهو بالنتيجة اعتمد خطاب الرعب اي انه لا حل لكم بالنتيجة سوى ايقاف قتالنا فالصلح الذي قيل انه طلبه هو فقط كف اليد عن من لم يقاتلهم اي كف الرعب مقابل وقف قتاله بالنتيجة فهذا هو نتيجة الخطاب الذي يظن انه يتكلم فيه من موقع قوة نتيجة رعب مفخخاته 
و الذي يعيش في سوريا بالمناطق المحررة يدرك مدى الرعب الذي اصاب الناس فعلا من تنظيم البغدادي بالمناطق التي لهم وجود قوي بها فالناس تتهامس همسا عندما تريد انتقادهم و يقوى الرعب كلما زادت قوتهم بالمكان الذي هم فيه 
فحتى من يريد ان ينتقدهم علنا في امر ما عليه بمدحهم اولا قبل ان ينتقد بغاية اللين لتصرف منهم قد يكون كبيرا و هذا ان كان يجرؤ فعلا على ذلك
و كذلك من يعيش بالمناطق المحررة يدرك حجم الاستنزاف الذي عاشه المجاهدين نتيجة هذا الرعب فكثير من المجاهدين الذين يمرون بحواجزهم يصيبهم الخوف و لا يزول عن التوتر الا بعد تجاوز الحاجز خشية الاعتقال منهم لانه لا يعرف احد كيف يعتقلون هذا و يتركون ذاك و لماذا مع السمعة المعروفة لمعتقلاتهم السيئة الصيت
و حتى يضطر كثير من القادة الى وضع حراسة معهم نتيجة الخوف من الغدر 
من تنظيم الدولة و هذا استنزاف معنوي و مادي لهذه الفصائل المجاهدة 
و حتى الاغاثة تحتاج الى حراسة من هذا الفصيل او ذاك خشية السيطرة عليها منهم
و حتى المقرات بعد ان كانت تترك فارغة اثناء التوجه للجبهات الا من حارس واحد او اثنين
اصبحت الفصائل تضطر لوضع عدد جيد من الحراس على المقرات خشية هجوم تنظيم البغدادي على المقرات و كل هذا استنزاف للقدرات التنظيمية فبدل ان يستغل الكل في معارك النظام يضطر البعض لاستغلال جزء من قوته في حماية مقراته و سلاحه نتيجة هذا الرعب
فالرعب جزء من استراتيجيتهم للحكم بل قد تكون الجزء الرئيسي لهذه الاستراتيجية 
و ليس السياسة و محاولة اقناع الاخر 
و ما لم يقدره البغدادي ان الرعب نجاحه محدود جدا في ظرف كظرف سوريا 
فالكل يحمل سلاحا و الكل قاتل النظام الذي كان اعتماده ايضا على الرعب 
و حتى بالعراق سابقا في تجربة تنظيم البغدادي لم تنجح دولة الرعب في تخويف الناس بشكل كبير و الدليل على ذلك الصحوات التي خرجت ضد المجاهدين كما قالو ب300 دولار فقط و هذا دليل على ان الرعب لا يؤتي اكله الا فترة قصيرة و بعدها قد يكون الاسوأ على صاحب هذه الفكرة الغير مقبولة التي تؤدي لانفجار يصعب ضبطه بشكل عام
و بالنهاية نسأل الله ان يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه و رحمته 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق