24‏/01‏/2014

اعلام تنظيم البغدادي



تكلمنا سابقا عن بعض عوامل قوة تنظيم البغدادي
و اليوم نتكلم عن عامل مهم جدا لتنظيم البغدادي يعتمد عليه جدا في بناء تنظيمه و نشر الانتصارات الوهمية و تشويه سمعة المخالف بالكذب بالغالب او بأمور مباحة يفسرونها تفسيرا خاصا بهم بما يخدم تشويه سمعة المخالف
فهم يعتمدون جيش الكتروني منظم لنشر ما يريدون من كذب و ما يستطيعون به تشويه سمعة المخالف
بمجاميع مرتبة و غالبا ما يعتمدون في ترويجهم على عدة امور
منها الكذب و المبالغة و تعظيم اعمالهم و كذلك اسقاط المخالف بالكذب الشديد ايضا بغية ارباك صفوفه و احداث فتنة بينه و بين بقية الفصائل او بين مكونات الفصيل نفسه احيانا
و قد يكون سبب قوة اعلامهم مقارنة بغيرهم هو اعتمادهم على انصار كثر لهم بالخارج و جدوا الاعلام الالكتروني متنفسا لهم للعمل في ظل الحصار الامني عليهم فاصبح اهتمامهم كبيرا بالاعلام مع ضعف اهتمام غيرهم بالاعلام الالكتروني لانه مسموح لهم في كثير من الاحيان و ان كان بحدود ضيقة استخدام وسائل الاعلام التقليدية مما اضعف اهتمامهم بالاعلام الالكتروني
كما ان هناك نقطة مهمة يعتمدونها بالاعلام و هو الكذب المنهج اي لا خطوط حمراء في اعلامهم بينما الفصائل الاسلامية الاخرى
تعتمد معايير اخلاقية فالاعلام بالنسبة لهم ان يصل صوتهم للعالم ليس هدفه اسقاط المخالف اي مخالف و لا هدفه
صنع بطولات وهمية على حساب الاخرين
لذلك هذه نقطة قوة بالنسبة لهم و نقطة ضعف بالنسبة لغيرهم اقصد من ناحية دنيوية اما أخروية فالله لا يصلح عمل المفسدين
و هناك نقطة ضعف في اعلامهم ان اعلامهم اعلام نخبة فهو بالنتيجة المستهدف منه فئة معينة من المجتمع و هو التيار السلفي الجهادي و له تأثير قوي بهذا التيار و خاصة البعيد عنهم المتعاطف معهم فهو لا يصدق غيرهم بالنهاية لذلك هو المستهدف بالدرجة الاولى

لا نكاد نكون ابتعدنا عن الحقيقة لو قلنا فعلا ان بناء دولتهم الوهمية في معظمه اعلامي و يمكن تبيين ذلك بوضوح اول الاعلان عن الدولة بالعراق
فقد ذكروا و روجوا بقوة عن تمكينهم و سيطرتهم على ثلثي العراق و انه تحت سيطرتهم الكاملة و لهم فيه محاكم و غير ذلك من ما يستدعي السيطرة و التمكين و هم الى الان يتكلون عن هذه السيطرة لعناصرهم الجدد في معسكرات التدريب الخاصة بهم و يروجون لذلك اعلاميا بما يخالف الحقيقة
فكل من كان بالعراق يعلم انه لم يحدث ما يتكلمون عنه من تمكين و لا حتى في مدينة واحدة بالعراق ابدا
فلم يكن هناك اي تمكين سوى ما كان بالفلوجة لمدة ستة اشهر حسب علمي و لم يكن تنظيم البغدادي عندها قد رأي النور بل كان زعيم الفلوجة مجلس شورى بقيادة الجنابي و هو من دعاة الفلوجة و اهل العلم المتصوفة بالمدينة
اما ما عدا ذلك اي عند اعلان الدولة لم يكن اي تمكين لكنهم روجوا لذلك اعلاميا بقوة لكذبة السيطرة و التمكين لكسب تعاطف الانصار لهم اي انصارهم خارج العراق من من لا يعرف حقيقة الوضع
و حتى عندما اعلنوا تمددهم لسوريا لم يكن لهم السيطرة الحقيقية اي الفصيل التابع لهم بمعنى سيطرته على مدينة كاملة لوحده فقط فلم يكن لهذا وجود ايضا على الحقيقة و لكنه الكذب و الترويج الاعلامي الكاذب ان حلب و الرقة تحت سيطرتهم و تحت حكمهم و هو من الكذب المفضوح
اما الحديث عن انتصاراتهم فغالبا ما يشوبه الكذب و التهويل الشديد و التعظيم لاي عمل يقومون به مهما كان بسيطا مع سرقة لاعمال غيرهم و جهودهم و التقليل من اعمال الفصائل الاخرى و من قوتها على الارض مهما كانت قوتها
و هذا ملاحظ في اغلب حديثهم الرسمي و غير الرسمي في ما ينشرونه من اعلام خاص بهم
فكلامهم مثلا عن العراق غالبا ما يقولون عن تمكينهم و قوتهم و سيطرتهم بالمناطق التي اعلنوا بها دولتهم و الواقع يشهد ان تنظيم البغدادي لا يشكل اذا بالغنا بالفترة التي اعلن فيه دولته اكثر من عشرين بالمئة من مجاهدي العراق
فالجيش الاسلامي لوحده كان يفوقه عددا و قوة و عملياته كذلك قد تساوي او تفوق عملياتهم على المحتل الامريكي و الصفويين
فكيف مع الفصائل الاخرى من جيش المجاهدين و انصار الاسلام و ثورة العشرين و غيرهم فهناك المئات من التنظيمات و المجاميع بالعراق فلم يكن لتنظيم البغدادي اي منطقة تقريبا تحت سيطرته الكاملة لوحده بل هو جزء من بقية الفصائل المتواجدة على الارض
و مع ذلك تراهم يتكلمون عن انهم هم من هزم امريكا و الصفويين بالعراق في غبن واضح و سرقة واضحة و غش و كذب لانتصارات غيرهم فهم حقيقة جزء من اجزاء كثيرة من هذا النصر و لكنهم يصرون على طمس اعمال غيرهم ليجعلوا من انفسهم القوة الوحيدة و ليسقطوا غيرهم و خصوصا انهم اتهموهم بالصحوات فلا يريدون ان يكون لهم اي خير يذكر في ذلك
و هذا ما نراه في سوريا من تعظيم انتصاراتهم المحدودة جدا و نسبة المعارك التي شاركوا فيها و لم يكونوا الاغلبية فيها بل بعدد لا يصل الى ربع مجموع غيرهم كمعركة الساحل و مطار منغ و كفر حمرة و هي تكاد تكون الوحيدة تقريبا من العمليات الكبيرة التي شاركوا بها اذا استثنينا غزوة الخير التي فشلت طبعا
فهذه العمليات دائما ما يذكرونها في كل موضع و يعيدون و يكررون فيها رغم انها في حقيقتها لا تصل لعمليات اصغر الفصائل العاملة المجاهدة في سوريا تقريبا من ناحية العدد
و لكنه التهويل الكبير لعملياتهم المحدودة في سوريا طبعا اما العراق فللانصاف كان لهم عمل بالسابق اما الان فلا ادري مستوى عملهم هناك
و لو اتينا بمثال مهم عن طريقة تعاملهم مع الاقتتال الاخير لهم مع الفصائل الجهادية في سوريا
فنرى طريقة تعاملهم معه اعلاميا
فهم طبعا قد ركزوا بخطابهم بقوة على ان هذه الفصائل المقاتلة لهم صحوات و انهم ضحية مؤامرة عالمية
و قد ركزوا اعلامهم بقوة بالبداية على بعض الفصائل المشبوهة التي حاربتهم رغم ان الحقيقة هي ان الفصائل التي قاتلتهم بالبداية
من جيش المجاهدين و من ثم الجبهة الاسلامية و جبهة النصرة هي فصائل اسلامية
لكنهم ركزوا بخطابهم الاعلامي بقوة على جبهة ثوار سوريا لانه فصيل تدور حوله الشبهات و له سمعة سيئة
لذلك كان تركيزهم عليه ليثبتوا ان من يقاتلهم صحوات و من ثم بدأت المرحلة الثانية بشويه سمعة الجبهة الاسلامية باعتبارها تقاتل
مع اللصوص ضدهم اي مشتركة بالمؤامرة و ركزوا ايضا على ربطهم بماكين
طبعا كذبا بمحاولة لتثبيت عناصرهم و انصارهم انهم يحاربون الصحوات و لو باتهامهم بالعمالة لماكين كذبا اي انهم حولوا الظن الى يقين و تعاملوا معه على هذا الاساس
و كانت المرحلة الثالثة محاولة اسقاط فصيل النصرة بعد ان عجزوا الى ضمهم لصفهم بحربهم على باق المجاهدين
و نلاحظ بقوة تركيزهم ايضا بوقاحة و فجور على قضية استهداف المهاجرين ليستفيدوا من ذلك عدة امور 
منها جعل المعركة جاهلية اشبه بمعارك القبائل و اثارة النعرات الجاهلية بما يصحب ذلك من تشويه لسمعة اهل الشام الذين جاؤوا لنصرتهم بناءا على احاديث نبينا محمد صلى الله عليه و آله و سلم التي خصت الشام بالبركة 
فحاولوا جر كل المهاجرين معهم و الفصائل التي تحوي مهاجرين من الكتيبة الخضراء و صقور العز و جبهة النصرة و جند الاقصى 
و كذلك محاولة لتشويه سمعة الفصائل الجهادية الاخرى باتهامها انها تقتل المهاجرين فقط لانهم مهاجرين
ثم ركزوا على قضية فظيعة جدا و هي انتهاك اعراض المهاجرات في محاولة منهم لاستجرار اكبر قدر من الاستعطاف تجاههم 
مع محاولة اسقاط من يقتتل معهم فى ادنى درجة ممكنة من السقوط و هذا الامر تم التركيز عليه بشكل واسع جدا حتى اصبح كالحقيقة عند الكثير من الناس و الدعاة و خصوصا من غير السوريين خارج سوريا 
و هذا من اعظم الدليل على انهم في اعلامهم مستعدين لتجاوز كل الخطوط الحمر في محاولة اسقاط مخالفهم
فقد صنفوا مجاهدي الشام اما مشارك بخطف و اغتصاب النساء او ساكت عن ذلك و كلاهما شر و بالتالي الكل ساقط
الا هم فقط 
رغم عدم ثبوت اي حالة لحد الان و عجزهم عن الاثبات لاي حالة اغتصاب واحدة
و طبعا لو كان هناك فعلا قد حدث مثل ذلك ففي بلاد تعج بالفوضى و المئات من المجاميع المسلحة قد يستغل بعض مرضى النفوس ذلك للقيام بجريمتهم و هذا نكرر عدم ثبوته للان بشهادة الفضلاء من اهل الشام و المهاجرين
ففرق بين حالة فردية قد تكون حدثت و لم يثبت و فرق بين حالة ارادوا جعلها ممنهجة ليشوهوا بها سمعة كل اهل الشام و كل المجاهدين
و يرفعوا من معنويات و عقيدة عناصرهم القتالية بالكذب الممنهج
و نلاحظ ايضا تركيزهم بقوة على انهم سوف ينسحبون من الجبهات موهمين الاخرين انهم هم من يحمي حلب من السقوط و ان انسحابهم 
قد يسقط حلب ليعظموا من قوتهم بالكذب 
و قد انسحبوا فعلا من الجبهات القليلة باعدادهم القليلة فيها و لم تسقط حلب لذلك نراهم الان يجهدون انفسهم غالبا لنشر اي اشاعة تقول عن سقوط هذه المدينة او تلك في حلب مسابقين النظام على نشر اخبار تقدم النظام هنا او هناك فقط ليثبتوا انهم هم من كان يحمي حلب
و طبعا حتى لو سقطت بعض المناطق فهذا طبيعي في ظل اشغالهم للمجاهدين بقتالهم فكان من الطبيعي ان يضعف من يقاتل على جبهتين

هذا ما تيسر لنا ذكره من السياسة الاعلامية لفصيل كانت مشاكله اكثر من انجازاته و ليس الهدف من نشر ذلك هو التحريض او الاساءة لطرف معين يجاهد في سبيله بقدر ما نهدف من تحذير المجاهدين من هذا الطريق الخاطئ المنحرف حتى يتم التصحيح و التوبة الى الله قبل فوات الاوان 
و نسأل الله رب العرش العظيم ان يرينا الحق حقا و ان يرزقنا اتباعه و ان يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق